دراسات - محمد القاسمي ::jehat.com::

دراسات - محمد القاسمي ::jehat.com::التشكيلي الذي كان يرفض الجلوس في المقاهي
محمد القاسمي
إعدادأحمد نجيم
توفي صباح يومه الاثنين الفنان التشكيلي والشاعر المغربي محمد القاسمي بعد صراع مرير مع المرض. كان محمد القاسمي من الوجوه المألوفة في الساحة الثقافية المغربية، هادئ الطبع وقليل الكلام، ترك العنان للألوان كي تبرز قلقه الدائم وتعلقه بقضايا وطنه الصغير والكبير. كان آخر تجلي لهذا القلق معرضه الأخير الذي أقامه بقاعة العرض "المنار" بمدينة الدار البيضاء، وشاءت الأقدار أن تغلق هذه القاعة الفنية التي قدمت كبار الفنانين المغاربة بصفة نهائية قبل أن يودع القاسمي العالم إلى مثواه الأخير. ازداد الراحل سنة محمد القاسمي سنة 1942 بمدينة مكناس.
رغم أن قلبه كان مع "اليسار" الراديكالي منه والمعتدل إلا أن الشاعر الفنان اختار أن ينأى عن العمل السياسي، ولم يحمل في يوم من الأيام بطاقة لأي حزب.في سنواته الأخيرة اختار القاسمي الطبيعة فهرب من صخر المدن الكبرى ليحط الرحال بمدينة تمارة، القريبة من العاصمة المغربية الرباط، أقام خلوته للعمل وللسكن. لم ينفلت القاسمي من تأثير الطبيعة على أعماله التجريدية، بل استسلم لها وشكلت منعطفا في مسيرته الفنية الحافلة، بهذه المدينة انتقل للاشتغال على اللوحات ذات الأحجام الكبيرة.بعيدا عن اشتغاله الشعري والتشكيلي كان القاسمي من المؤسسين للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، غير أن أسفاره الكثيرة حول العالم جعلته يبتعد عن هذه المنظمة رغم أنه ظل وفيا لمبادئها.